-->

أسباب إنفجار مرفأ بيروث

 لبنان بلد في حالة الإنتظار،ينتظر المواطنين نتائج التحقيق في حالة الإنفجار المزلزل الذي هز مرفأ بيروت وكيان البلاد،كما ينتظرون تشكيل حكومة جديدة خلفا لفريق حسن الدياب كما ينتظرون مند مدة طويلة الإصلاحات والتي ينشدها الشارع بإلحاح، فأما التحقيق فيقول الرئيس عون إنه يتطلب وقتا وأما الحكومة الجديدة فمخاضها يوشك أن يكون عسيرا كأغلب حكومات التي سبقت وربما يكون الأمرأكثر عسيرا هذه المرة، في حين تدخل على الخط مطالب الإصلاح أصوات بعضها قادم من وراء المحيط حاملا شروط أمريكية لدعم لبنان بقدر الخطوات التي قد يقطعها على درب التغيير الحقيقي فما طبيعة هذا التغيير المطلوب من قبل واشنطن؟وما مدى إلتقائه بمطالب اللبنانيين؟

إنفجار مرفأ بيروث

يضمد بلد لبنان جراحه لكنه يظل يسأل ما اللذي سببها، فمعرفة الحقيقة تحتاج وقتا وهذا ما رد به الرئيس اللبناني ميشال عون وقال أن الحقيقة متشعبة وبالنسبة إليه أن كل الفرضيات قائمة بما في ذللك أن يكون إنفجار مرفأ بيروت ناتجا عن صاروخ وهذا اللذي ستوضحه صور الأقمار الصناعية كما أضاف قائلا أنه طلب من المحققين العمل من أجل الحصول على هذه الصور. وفي إنتظار ذللك تستمر التحقيقات والتي ينفي الرئيس اللبناني وجود تأخير فيها حتى الآن  كما إستدعت النيابة العامة على خمسة وعشرون شخصا في ملف إنفجار المرفأ من بينهم مسؤوولون حاليون وسابقون،ويتأهب المحقق العدلي  اللذي تسلم الملف ومحاضر التحقيقات الأولية لبدئ إستجواباته ، لكن لم تذهب  هذه التحقيقات نحو التدويل الذي يرفضه حزب الله وحلفائه السياسيون،كما سينضم مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي قريبا إلى المحققين اللبنانيين والدوليين .

هذا الإنخراط لواشنطن في الساحة اللبنانية كرسه أيضا مفادها حين قارب فاجعة بيروت من زاوية سياسية خالصة، لقد اشترط وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية أن ينفد قادة لبنان إصلاحاته حتى يتلقى بلدهم دعما ماليا مستداما من الولايات المتحدة وشركائها الدوليين،كما دعا المسؤولين إلى الإستجابة لماسماها  مطالب الشعب اللبناني المزمنة والشرعية وإلى وضع رؤية لبنانية للحل، هذا الأمر اللذي جعل البعض يتساءل هل هذا الذي تقوم به أمريكا يعتبر تشخيص لواقع الحال في لبنان ؟ أم استتمار في أزمته وأي تغيير يريده الأمريكيين في لبنان؟

لأنهم ليسوا وحدهم من جعلهم إنفجارالمرفأ يتيرون فكرة إحداث  تغيير سياسي حقيقي في هذا البلد، فالكثير من المانحين أنفقو مساعداتهم الإغاتية برسائل سياسية تتصل بالمشهد السياسي المقبل هناك مثل الفرنسيون حين هرع رئيسهم إلى بيروث في بواكير فاجعتها قبل أن تلحق به وزيرة الجيوش الفرنسية كما أنها سريعا توالت زيارات مسؤولين إقليميين ودوليين إلى بيروث  في حرك ديبلوماسي مكثف، فرافق هذا الحراك مع مشاورات معقدة محلية وخارجية لإختيار حكومة لبنانية تحل محل حكومة حسان دياب المستقيلة، وبدا ذلك لمراقبين طبيعيين في بلد غالبا ما يرتبط تأليف حكوماته بتفاهمات إقليمية ودولية، وفيما يرى رئيس التيار الوطني الحر في لبنان محاولات داخلية وخارجية لمحاصرة مكون لبناني بأكمله،كما يدعو جبران باسيل إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة يريدها فاعلة ومنتجة وإصلاحية وإلا فلن يكون معنيا بالمشاركة فيها، ويجب أن تكون حكومة من المستقلين هذا خيار سمير جعج رئيس حزب القوات اللبنانية لأن تللك الحكومة في اعتقاده ليست حكومة أقطاب أو حكومة وطنية وهذا ما يشكل الأمل في إنجاز شيئ ما في لبنان. 

لكن هناك خلافات ومواقف متناقضة للطبقة السياسية في لبنان وهذا ما يزال يؤخر ميلاد حكومة تسد الفراغ السياسي وكيف ما تكون طبيعتها فستنتظر الحكومة القادمة واقع متأزم بإقتصاد منهار وفيروس كورونا المتفشي وشارع حانق وصولا إلى إنفجار لم يهز المرفأ وحده .


Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : أخبار الحوادث