-->

أسباب إندلاع حرب الرمال بين المغرب والجزائر

 أغلب دول العالم العربي تجدهم في صراعات خصوصا الدول المجاورة (حݣرونا المغاربة) هذه العبارة كانت من أشهر العبارات عام 1963 عند المواطنين الجزائريين ،بل وحتى الرئيس الجزائري أنداك أحمد بن بلة قد قالها وذللك بسبب الحرب التي كانت بين المغرب والجزائر والتي سميت بحرب الرمال ماهي تفاصيل هاته الحرب ؟ ولماذا وقعت بين هاتين البلدين الشقيقتين؟

لكي نعرف هذه القصة لابد أن نرجع للوراء وبالضبط سنة 1844 حيت وقعت معركة بين قوات الأمير عبد القادر الجزائري والجيش الفرنسي ، والتي سميت بمعركة (زمالة) وانتهت بإنهزام قوات الأمير عبد القادر الجزائري واضطر هذا الأخير الإستعانة بحليفه السلطان المغربي مولاي عبد الرحمان بن هشام .


حرب الرمال


خصوصا وأن المناطق الحدودية بين البلدين كمدينة وجدة كانت هي قبلة المهاجرين الجزائريين بل وحتى الجرحى كانو يتداوون في المغرب وكان الدعم من السلطان المغربي تجاه الأمير عبد القادر في جميع المجالات ، هذا الشيئ اللذي لم يعجب فرنسا أنداك حيت كان الأمير عبد القادر يعتبر رمزا للمقاومة ويخلق لها فتنة كبيرة وهنا ستقوم فرنسا بضرب قوات الجيش المغربي لأنه كان يساعده لكن السلطان المغربي سيدخل في معركة معها عام 1844 والتي كانت في واد إيسلي شمال شرق مدينة وجدة وكانت النتيجة هي إنهزام قوات الجيش المغربي أمام الجيش الفرنسي، بالإضافة إلى قصف بعد المدن الساحلية المغربية وهنا سيضطر السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام توقيع معاهدة والتي سميت بمعاهدة لالة مغنية نسبة للمكان وكان من بين بنود هذه المعاهدة هي:
  • عدم دعم المجاهدين الجزائريين .
  • كذللك رسم الحدود بين المغرب والجزائر والتي كانت تمتد من قلعة عجرود وهي مدينة (السعيدية) حاليا إلى مدينة تنية الساي في الجزائر .

الحدود المغربية الجزائرية حسب معاهدة لالة مغنية

 وبقيت المناطق الجنوبية دون تحديد بإعتبارها أنها مناطق خالية ولا تحتاج لأي رسم أو توضيح وبقيت مشتركة بين المغرب والجزائر.لكن بسبب هذه الأحداث سوف يعتبرون بعض الجزائريين أن المغرب تخلى عنهم لكن ما فعله السلطان المغربي من أجل ضمان إستقرار المغرب وليس بالتخلي عن الجزائر .

وقد كان في بند ترسيم الحدود خطة من عند فرنسا حيت ستقوم سلطات الإستعمار الفرنسي  عام 1950 بضم منطقة تندوف وبشار للأراضي الجزائرية والسبب هو أن فرنسا كانت تظن أن الجزائر ستصبح أراضي فرنسية وبالتالي يجب التوسع من الأراضي .

وعند إستقلال المغرب سنة 1956 قرر المغرب رسم الحدود وطالب بإسترجاع المنطقتين أي تندوف وبشار ،لأنها أراضي مغربية الأصل لكن هنا فرنسا لن تستجيب لهذه المطالب المغربية وفي سنة 1957 قررت فرنسا إستبدال خريطة الصحراء واقترحت على المغرب في بدأ تفاوضات لحل هذا المشكل لكن ملك البلاد أنداك محمد الخامس رفض هذه المفاوضات معبرا أن هذا المشكل سوف يقوم حله مع الجزائر بعد إستقلالها .

لكن ما سبب رفض الملك محمد الخامس هذه المفاوضات؟ 

السبب هو أن فرنسا قدمت مقترح للملك واللذي ينص على أن المغرب تقوم بالتوقف من الدعم المستمر للثورة الجزائرية،حيت كان أنداك يستضيف المغرب  قادة  الثوار الجزائريين في مدينة وجدة لأنها قريبة من الحدود الجزائرية وبعيدة عن أعين المستعمر الفرنسي بالإضافة إلى تزويد الثوار بالعتاد وهذا هو السبب اللذي جعل فرنسا تريد إسترجاع منطقة بشار وتندوف للمغرب مقابل هذا المقترح ولكن كما قلنا أن الملك رفض،ولكن في عام 1962 سوف يوقع المغرب إتفاق مع رئيس الحكومة للجمهورية الجزائرية  المؤقتة أنداك فرحات عباس .


فرحات عباس

والذي كان يعترف هو الآخر أن هناك مشكل حدودي بين البلدين وأن واقع الحدود تم فرضه من طرف سلطات الإستعمار الفرنسي بتعسف وظلم وأكد أن بعد إستقلال الجزائر سوف يحل هذا المشكل وفي سنة 1962 سوف ينجحون توار الجزائر بطرد المستعمر وأخد إستقلالها ،وكان أول رئيس الجزائر هو أحمد بن بلة واللذي خرج بتصريح بعدها وقال أن تراب الجزائر جزء لا يتجزأ وهنا سوف يقوم مللك المغرب أنداك الحسن التاني في زيارة رسمية للجزائر يوم 13مارس 1963 ومعه حجج التي تتبت ملكية هاتين المنطقتين بشار وتندوف والتي ضمها الإستعمار الفرنسي إلى الجزائر بهذف التوسع لكن الرئيس الجزائري سوف يطلب من ملك المغرب بتأجيل هذه المناقشة حتى تكتمل الجزائر بناء مؤسساتها .

الرئيس الجزائري أحمد بن بلة

ولكن هنا سوف تبدأ حرب إعلامية بين البلدين وتدخل مصر عل الخط ،حيت سيقول إعلامها أن المغرب لديه أطماع توسعية واللذي إعتبر هذا الأخير أن هذه الإتهامات تهدد من وحدته الترابية لكن ما قاله الإعلام المصري واللذي كان مدعوما من طرف جمال عبد الناصر واللذي كان بغرض فرض وجوده داخل منطقة المغرب العربي وكان يعتبر أن الأنظمة الملكية  أنظمة رجعية تطورت هاته الأحدات بشكل متسارع وقامت عناصر من القوات الجزائرية يوم 8أكتوبر 1963 بشن هجوم مفاجئ على منطقة إيش العسكرية على بعد خمسين كيلومترا من منطقة فيݣيݣ بإقليم وجدة حيت قتل عشر عناصر من الجيش وأسر الآخرين، هنا سوف يرسل المغرب وفد للرئيس الجزائري للإحتجاج عن هذه الهجمات ومعرفة السبب ،كذللك مجموعة من الهجمات الأخرى والتي إتهم فيها المغرب للجزائر بأنها هي التي قامت بها لكن الجزائر لم تعترف بهذا الخطأ . وكانت هاته هي الأسباب بإندلاع الحرب والتي سميت بحرب الرمال وكانت بقيادة الجنرال إدريس بن عمر بالمغرب واللذي جهز الجيش بالأسلحة والعتاد وكان المغرب لديه دعم من الولايات المتحدة الأمريكية في حين أن الجزائر كانت مدعومة من طرف مصر بقيادة جمال عبد الناصر وكوبا وكانت تقوم بحرب العصابات .
توقفت الحرب بين البلدين وتم توقيع إتفاق نهائي بينهم لوقف إطلاق النار، وفي سنة 1972 تم توقيع معاهدة ترسيم الحدود المغربية الجزائرية والتي نصت على إعتراف المغرب بجزائرية تندوف، مقابل مشاركة إنتاج وتسويق مناجم الحديد لهذه المنطقة بين البلدين وكذلك من بين البنود لهذه المعاهدة هي دعم الجزائر لمغربية الصحراء الغربية،حيت كان الصراع بين المغرب والجزائر موريتانيا حول هذه القضية .

دامت الحرب مدة قليلة وقد كان منهزما فيها أنداك الجيش الجزائري إلى 5نوفمبر 1963 حيت أصدر المللك الحسن التاني أمرا للجنرال المكلف إدريس بن عمر بالتوقف وأن يرجع الجيش إلى مكانه، بعدما تدخلت منظمة الوحدة الإفريقية وجامعة الدول العربية وبعدما اقتنع ملك المغرب .

Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : أخبار السياسة