تركها الإستعمار البريطاني جائعة ومقسمة على أبواب حرب أهلية، دخلت حربين وخسرت إحداهما سنة 1991 تركها العالم للإفلاس والمجاعة تم فاجئت الجميع وزاحمتهم على القمة وعادت من الموت وأصبحت خامس أقوى إقتصاد في العالم، إنها دولة الهند
يعود تاريخ الهند إلى عصور ضاربة بالقدم ممالك عديدة مرت عليها وترعرعت فيها من العصر الفيدي قبل الميلاد إلى غزو الإغريق والفرس لها،وصولا لعصرها الذهبي إبان حكم المغول المسلمين حيت دخلها الإسلام على يد القائد المغولي محمود الغزنوي ليستقر بعدها حكم المسلمين حوالي تمانية قرون، تحولت فيهما الهند لإمبراطورية عضمى بجيش عظيم وتوسعت أراضيها ضعفي مساحتها وكان المؤشرات على أنها سترت الخلافة الإسلامية التي كانت في أرض العرب،حتى إنشغل سلاطينها وحكامها بالملاهي والملدات الشخصية فتعرضت إمراطورية الهند لغزو الفرس هذا اللذي أضعفها وجعلها لقمة بسيطة للجيش البريطاني واللذي سيبسط نفوذه على أراضيها،وقد بدأ الإستعمار البريطاني للهند عام 1858 لكن أطماعهم كانت قبل ذللك حيت كانت الهند قبلة للتجارة في العالم ،ومنها كانت تصدر منتجات كثيرة للعالم من بينها المنسوجات والتوابل والعاج واللذي كان بمتابة الذهب الأبيض في ذللك الوقت، إتبع الإنجليز في الهند سياسة جديدة لم تقم عن الإستعمار المباشر، ولكن تم تقسيم الهند لولايات ومناطق كما أسست بريطانيا شركة والتي كان إسمها شركة الهند الشرقية وكان الهذف منها السيطرة على خيرات الهنذ والقوى العاملة القادرة على الإنتاج،وكان الإستعمار البريطاني للهند يطبق عمليا سياستهم المعروفة فرق تسد،كما أنهم ٱعتبروها ذرة عرش بريطانيا بالإضافة إلى هذا فقد وظف الإنجليز الهنود في جيشهم الإستعماري ووضعوهم في مقدمة أي غزو، كما أنهم فرضو لغتهم على الهند، واندلعت تورات ضد هيمنة البريطانيين ورغم هذا فقد كان الإنجليز لم يرغبون التنازل بعد و دام الإحتلال قرابة القرنين، وفي مطلع عام 1920 إندلعت في الهند حركة الإستقلال الوطني وكان الزعيم الوطني لهذه الحركة غاندي قد أطلق حركة عصيان مدني، إنتهت عام 1947 بإنسحاب الإنجليز بعد تقسيم الهند لدولتان، واحدة حملت إسم الهند وتضم غالبا الهندوسية والتانية حملت إسم باكستان وفي الأغلبية من المسلمين،لكن بعد سنوات لاحقة ستدفع البلدان مرارة التقسيم حيت كانت عمليات للتهجير والتي جرت للأقليات بينهم، والتي كانت أكبر عملية ترحيل في التاريخ حيت كان المسلمين القاطنين في الهند يتجهون إلى باكستان وفي الجانب الآخر يتجهون الهندوس القاطنين في باكستان إلى الهند وقدر العدد بين الطرفين ب 12مليون إنسان، بالإضافة إلى هذا فقد تم إندلاع عمليات إنتقامية وخاصة في الهند ضد الأقليات المسلمة، وقتل غاندي زعيم الهندوس جراء دفاعه عن المسلمين في بلاده وكان مجموع القتلى حوالي نصف مليون إنسان وكانت الدولة تعاني ويلات الفرقة والنزاعات الطائفية والعرقية فقد دخلت الهند بعد إستقلالها بعدة أسابيع أولى حروبها مع جارتها باكستان بسبب الخلافة على السيادة على إقليم كشمير اللذي كان ومازال عترة في تصفية الأجواء بينهما.
في عام 1950 أعلن قيام الجمهورية الهنذية بقيادة حزب المؤتمر اللذي يتزعمه أول رئيس للهنذ المستقلة جواهر لال نهرو واللذي نجح بإسترجاع أراضي هنذية كانت تحت يد الفرنسيين، وحاول إسترجاع أراضي من الصين الأمر اللذي أدى إلى إندلاع حرب بين البلدين وإنتهت بهزيمة الهنذ عام 1962، فعادت الهنذ بعدها لترتيب بيتها الذاخلي وقسمت لولايات على أساس اللغة، لكن ستدق طبول الحرب من جديد وتندلع الحرب مع باكستان والتي انتهت بوقف إطلاق النار بعد توسط الإتحاد السوفييتي و هذا الأمر اللذي سيترك الباب مفتوح بنزاعات جديدة بين الجارين،فكانت الصراعات والحروب أبرز ما يميز الهند بعد الإستعمار، وفي الداخل بلد منهمك وفقير يسوده الجهل والبطالة والفرقة، بلد لاأحد فيه يفهم على الآخر.
تعتبر الهنذ سابع أكبر بلد في العالم من حيت المساحة وتاني بلد حاليا من حيت عدد السكان، حيت يعيش فيها حوالي مليار وتلاتمئة ألف نسمة، أما من حيت تنوع في عدد اللغات والتقافات والأديان فهي البلد الأكثر تنوعا في العالم إذ يتحدت سكان الهند ب 720 لغة منها 22 لغة رسمية ومعتمدة ولهذا السبب في التنوع اللغوي تم تقسيم الهنذ ل 29 ولاية، أما من ناحية العرق فالهنذ دولة متعددة الأعراق أما أديان الهند فهي تضم 5 ديانات كبرى (الهندوسية، الإسلام، المسيح،السيخ،البوذيون) كل هذا التنوع في الهنذ كاد أن يكون قنبلة موقوتة في قلب البلد اللذي يعاني مشاكل خارجية وداخلية،وتجعل من الصعب على أي سلطة فيه النهوض والتقدم بالبلد، وبعد إنتهاء الحرب التانية بعد الهند والباكستان في منتصف الستينيات، كانت حاكمة الهند إمرأة من عائلة غاندي وتدعى أنديرا غاندي ومكتت في الحكم حوالي 15 عاما، شهدت خلالها الهنذ حربا مع باكستان في مطلع السبعينات وأعنت حالة الطوارئ في البلاد في منتصف السبعينات، وشهدت الهند مظاهرات بسبب التزوير في الإنتخابات والتي قابلتها الحكومة بالقمع والبطش بحق من عارضو، لكن في مطلع التمانينات ستقوم حرب أخرى وهذه المرة مع أقلية السيخ واللذين ثاروا على الحكومة الهندية وتصدى لهم الجيش بقتل الآلاف منهم وتدمير مقدساتهم،فردوا هم كذللك بإغتيال رئيسة الوزراء أنديرا غاندي عام 1984 وتولى السلطة في الهند شخص آخر من عائلة غاندي وهو راجيف غاندي واللذي تعرض للإغتيال عام 1991 والتي شهدت البلاد في هذا العام أسوء أزمة إقتصادية وكانو نصف السكان لا يملكون قوت يومهم وبدأ العالم يترقب أن الهند ستنهار، إلى أن وصل للحكم حزب جديد وأشخاص جدد من خارج عائلة غاندي وهو ناراسيما راو و مساعده مانموهان سينغ واللذان سيغيران وجهة الهند إلى الأبد، إلتفتو حولهم ووجدو نمودج قد سبقهم للتحرر من قبضة الإشتراكية في الصين والتي كانت مند التمانينات قد فتحت أبوابها للإقتصاد شبه الحر فقررو نهج هذا الطريق وبدأو بتحرير سعر صرف الروبية الهندية وتحرير باقي القطاعات أمام المستثمرين والقطاع الخاص.
لكن وبالرغم من سقوط هذه الحكومة و التي يقودها ناراسيما راو في عام 1996 إلى أن برنامجها الإصلاحي أصبح ملزما لأي حكومة قادمة ،لأنه الحل الوحيد للحيلولة دون انهيار الهند وجاءت حكومة جديدة برئاسة ديف جودا، تم إعطاء الحوافز للإستتمار الأجنبي وأصبحت قطاعات عديدة في حوزة القطاع الخاص وفي عام 1999 ووصول حكومة جديدة للهند بقيادة فاجباني تم تدشين مرحلة جديدة من برنامج الإصلاح الإقتصادي كإصلاح قوانين القطاع المالي والنظام الصرفي وغيرها لكي تتماشى مع عصر العولمة وفي عام 2000 قامت الحكومة بفتح قطاعات الطاقة والفحم والإتصالات والخدمات البريدية والنقل أمام الإستثمار الأجنبي والمحلي، ولم تكن إصلاحات الهند مقتصرة على الإقتصاد فحسب بل طالت مجالات أخرى كالثقافة والإعلان والفن والسياسة، فقد تمكنت من تصدير ثقافة جديدة يشترك بها كافة شرائح المجتمع كرياضة اليوجا خاصة وأن فلسفتها تقوم على التأمل والزهد والتحرر من الإرتباط بالماديات، كما أنها مزيج مو تقافات متنوعة وليست حكرا على ثقافة دون أخرى، بالإضافة إلى قوة أخرى صدرتها الهند إلى العالم تتمتل بالطب الهندي المرتبط باليوجا والتأمل ويعرف عالميا بإسم" الأيورفيدا " وأصبحت المراكز حول العالم تعتمد هذا النظام كطب بديل وهذا ما جعل للهند حضورا في العالم .ورغم هذا فقد كانت القوة الناعمة الأبرز في الهند هي بوليود أو السينيما الهندية والتي أوصلت التقافة الهندية لجميع دول العالم ، وتمكنت من منافسة دول لها مشوار طويل في هذا المجال ونقلت صورة عن الهند،كما ساهمت على الصعيد الداخلي ببت الروح الوطنية للهنديين وتوحيدهم حتى لو عبر صورة صنعتها السينيما،بالإضافة إلى الأيادي العاملة خارج الهند واللذي نشروا تقافة بلادهم،كما قامت الهند بشيء آخر وهو إهتمامها بالتعليم حيت أصبح يطلق على شعبها "أمة العباقرة"حيث أن بعض من طلبة الهند تمكنو بإرسال مسبار إلى القمر عام 2008،بكلفة لا تتجاوز 90 مليون دولا،وأصبحت الهند مصدرة للعباقر في السنوات الأخيرة فعلى سبيل المثال نظام الويندوز فمعالجه الرئيسي هو الهندي فينود دهام،و أسماء أخرى في هذا القطاع.
فالفيل الهندي نهض من سباته وحققت الهند أرقام قياسية على كافة الأصعدة وأصبحت في المركز الخامس في الإقتصاد على مستوى العالم،بالإضافة على أنها المنافس الأول على زعامة العالم خلف الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
تعليقات: 0
إرسال تعليق