-->

سورينام أصغر بلد مسلم في العالم، والموجود في أمريكا الجنوبية

سورينام أصغر بلد مسلم في العالم، والموجود في أمريكا الجنوبية

 مستغرب لذى الكثيرين أن هناك بلد في العالم تدعى سورينام ويستغربون أكثر إذا علمو أن هذا البلد هي بلد إسلامي وقد يستغربون أكثر فأكثر إذا علمو هو أن جزء من المسلمين في هذا البلد يصلون بعكس إتجاه القبلة فتعالى نعرفك على هذا البلد الغريب والمسلم.

سورينام

رسميا هي جمهورية سورينام، بلد مستقل يقع شمال قارة أمريكا الجنوبية تحده من الشرق إيانا الفرنسية ومن الغرب أيانا ومن الجنوب البرازيل،ومن الشمال المحيط الأطلسي وهي أصغر دولة ذات سيادة في قارة أمريكا الجنوبية من حيث المساحة وعدد السكان حيث يسكنها أقل من نصف مليون بقليل،بينما تبلغ مساحتها حوالي 165ألف كيلومتر مربع أي أن حجمها يعادل حجم دولة كتونس،فكانت تعرف قديما بنيو أمستردام حيت كان الهولانديين رفقة الإنجليز والفرنسيون أول من استعمرها،كما عرفت كذلك بغيانا الهولندية فحاول الإنجليز سابقا جعلها مستعمرات لهم وكما حاول الفرنسيون كذلك،لكن الهولنديون قايضوها بأراضي مستعمرات أخرى لهم مع بريطانيا واستطاعو الحفاظ عليها كموطن قدم وحيد لهم في أمريكا الجنوبية،حيت مازالت سورينام حتى الآن تتحدت الهولندية وهي الوحيدة بذلك في القارة اللاتينية وحتى وقت طويل ظلت هذه البلد الصغيرة مستعمرة تتبع عرش هولندا ،بالرغم من أن مساحتها تبلغ أربعة أضعاف هولندا نفسها كما أن نسبة الأوروبيين بين سكانها لا يتجاوزون 2%حيت غالبية السكان في سورينام هم من أصل هندي أو باكستاني،يليهم الكريول وهم من أبناء النساء السود اللذين أنجبو من أباءببين ثم الشرق الأسيويين ثم الأفارقة المعروفون بالمارون،كما تعيش أقليات من السكان الأصليين والبيض وغيرهم ويتجلى سبب هذا التنوع العرقي في سورينام هو أن الهولنديين قد جعلوا هذا البلد في الماضي كمزرعة لهم وجلبو لها عمال من شتى بقاع العالم وتحديدا من إفريقيا وإندونيسياوالهند والصين،وهذا ماسبب تنوع آخر في ديانة السكان حيت تعتبر من أكثر الدول تنوعا في الأديان مابين الإسلام والهندوسية والمسيحية كديانات كبرى كما يتواجد كذلك أقليات من البوذيين وعبدة الأوتان وغير ذلك، وفي عام 1975إستطاع سكان سورينام نزع الإستقلال من هولندا وتحولو لبلد ديمقراطي لفترة حتى جاءهم الحكم العسكري الذي حولهم لبلد إشتراكي طيلة الثمانينيات بزعامة بطرس، وهنا قامت السلطات الهولندية بمنع المعونات عن هذا البلد مما أدخله في نفق الأزمة اقتصادية عصفت بسكانه وأجبرت الكثيرين منهم على الهجرة منه حيث حوالي 100ألف سورينامي هم الآن يعيشون في هولندا،وبالتالي تأثرت التركيبة الديمغرافية للبلد حيت إرتفعت نسبة المسلمين في سورينام من 20%لتصل حولي 35% بالإضافة لعوامل أخرى ساهمت بزيادة أعداد المسلمين كإرتفاع أعداد المواليد واعتناق أعداد جديدة من السكان وخاصة الأفارقة الدين الإسلامي، لتصبح سورينام عام 1996عضوا في منظمة التعاون الإسلامي. 

ويعد الإسلام في هذا البلد الأمريكي الجنوبي واحد من أقدم الديانات التي استوطنته،حيث جاء مع العبيد الأفارقة مند القرن السادس عشر وكذلك مع العمالة الهندية والإندنوسية في القرنين السابع عشر والتامن عشر بالإضافة أنه جاءته دفعة جديدة  من المسلمين في أوائل القرن التاسع عشر وتحديدا مع المهاجرين من بلاد الشام،فبالرغم من كثرة المسلمين في سورينام وتاريخهم الطويل لكن للإسلام قصة تختلف عن بقية دول العالم الإسلامي حيت ينقسم المسلمين داخله لطوائف عديدة وأغلبها متسارعة فيما بينها،كما أنهم يمارسون طقوسا وعادات غريبة كما أن البعد الجغرافي لهذا البلد ووقوعه وسط بلاد غربية تدين بالمسيحية جعلته في منأى عن الإندماج مع بقية المسلمين وعدم وصول بعتتة وعلماء الإسلام إليه،بالإضافة لكونه تحول ملاد لأقليات إسلامية "منبوذة" بين جموع المسلمين كالقديرية والبهائية الذي وجدت فيه بيئة خصبة للتبشير بطوائفها مستغلين الفقر الذي يغرق فيه السكان والذين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم، حيث وصل عدد القادة المسلمين في سورينام إلى أكثر من 6آلاف قائد وزعيم ورغم عدة محاولات لتوحيد المجتمع الإسلامي إلى أن هذه الفرق والطوائف وتنوعها وتسارعها حان دون ذلك وحتى هذه اللحظة يعد المسلمون داخل سورينام الأقل فاعلية وحضور.

بالرغم من كونهم يقتربون ليكونوا أكبر ديانة داخل البلد،لكن مؤخرا بدأت مؤسسات إسلامية بتبني قضية المسلمين هناك وبدأت بالعمل على ما أسمته تصحيح منهجهم حيت أن بعض المسلمين هناك كالهندوسيين مثلا واللذين في بلادهم الأصلية كانو يصلون باتجاه الغرب نظرا لكون الكعبة في الإتجاه الغربي لأندونيسيا، وعندما هاجرو لسورينام ظلو يصلون بإتجاه الغرب بالرغم من كون القبلة بالنسبة لسورينام تأتي في الشرق وهذا مؤشرا على أنهم لم يجدوا من يتابعهم ويشرح لهم تعاليم الدين،كما أنه ليس فقط الدين هو التحدي الوحيد في هذا البلد فالأزمة الإقتصادية التي يعانيه هي أبرز تحدياته وبالإضافة إلى الهجرة المعاكسة منه وفي انتظار أن يلتفت العالم لهذا البلد ويمد له يد العون والمساعدة.
Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : الدين

إرسال تعليق