-->

سر العداء بين السعودية وإيران، صراع السنة والشيعة أم صراع السياسة

في مرحلة تاريخية معينة كان قد حارب الجيشان السعودي والإيراني جنبا إلى جنب،وفي مراحل تاريخية أخرى حارب بعضهما البعض فهذه العلاقة بين البلدين كان تحكمها المصالح السياسية تم أخدت بعدا طائفيا، تمانون عاما من الصراع هل كان سياسيا أم دينيا؟ وكيف إشتعل هذا الصراع؟
ملك السعودية ورئيس دولة إيران



في عام 1924 أعلن مصطفى كمال أتتورك بشكل رسمي أن الخلافة على العالم الإسلامي أصبحت من الماضي وغيرت تركيا وجهتها بعد ذللك نحو الغرب ،بعد أن كانت بقرون مركز العالم الإسلامي وتركت مقعدها شاغرا في إنتظار أن يتم ملأه،وفي تللك الفترة تلاتة ممالك إسلامية سعت لوراتة تركة الخلافة ، مملكة مصر ومملكة إيران ومملكة السعودية، وتسابقت كل هذه الممالك عل كرسي الخلافة بدا أن صراع بين الدولة الصفوية والعثمانية سيورت هو كذللك فقد حمل شاه إيران راية الدولة الشيعية وإستعدت السعودية لحمل مشعل السنة بالإضافة أن مصر كانت في تللك الفترة تحت الإنتداب البريطاني واللذي أضعف دورها الخارجي وفي حين أن نظام الشاه حكم دولة قوية وغنية بالموارد، أما السعودية فقد كانت سنوات العشرينيات في مرحلة لتأسيس لها حيت إنتهى الحكم للملك عبد العزيز المؤسس عام 1927 وأعلن قيامها عام 1932، والأمر اللذي إنتهى بولادة قطبين جديدين في العالم الإسلامي مملكة في إيران وأخرى في السعودية.

ففي عام 1929 سعت المملكة الوليدة في السعودية لتوطيد علاقتها مع جيرانها بحتا عن الشرعية الدولية وكانت إيران في تللك الفترة واحدة من أكبر الدول في المنطقة، فوقع البلدان إتفاقية صداقة عام 1930 تلاها إفتتاح أول سفارة إيرانية في المملكة السعودية،لاحقا وبعد الإعلان الرسمي عن قيام المملكة العربية السعودية عام 1932، سعى المللك عبد العزيز المؤسس لتوطيد العلاقة أكتر مع إيران وأرسل وفدا يقوده إبنه الأمير فيصل،لكن كان الإستقبال باردا مز قبل حكومة الشاه في تللك الفترة حيت لم يرق كثيرا لإيران سيطرة الحكم السعودي على المقدسات الإسلامية في الحجاز وهذا يعطيها أحقية لتكون وريتة زعامة العالم الإسلامي ولم ترد إيران الزيارة .
وفي عام 1943 ستبدأ أولى محطات التوتر الرسمي بين البلدين، حيت أعدمت السعودية حاجا إيرانيا ألقى بالأوساخ على جدار الكعبة الشريفة وشتم الصحابة، فقطعت إيران مند ذللك اللحظة علاقتها مع السعودية وقالت إن مواطنها لم يقصد الإساءة وإنما أصيب بدوار بسبب الطواف فتقيأ عند الكعبة، لكن القطيعة بين البلدين لم تدم طويلا حيت استأنفت العلاقات بعد سنتين بواسطة مصر وفي عام 1950 إعترف شاه إيران بقيام دولة إسرائيل لتكون طهران تاني العواصم الإسلامية التي تعترف بإسرائيل بعد أنقرة وهذا الأمر اللذي أغضب السعودية التي كانت في تللك الفترة مازالت تحلم بضم المسجد الاقصى إلى وصايتها بعد المسجد الحرام و المسجد النبوي، وكادت العلاقة تصل حتى القطيعة لولا سقوط الملكية في مصر وقيام جمهورية ضباط الأحرار عام 1952 والتي اعتبرت أنداك تهديدا للأنظمة الملكية في المنطقة، ومنها السعودية وإيران

وهذا اللذي أعاد العلاقة بين الرياض وطهران وفي عام 1959 قام الشاه الإيراني بزيارة السعودية وشهدت هذه الفترة من منتصف الخمسينيات إلى أواخر الستينيات العصر الذهبي، للعلاقة بين البلدين والتي وصلت دروتها بالتحالف العسكري بينهما، إبان إرسال عبد الناصر قواته إلى اليمن فشرع الجيشان السعودي والإيراني بدعم حكومة الإمام شمال اليمن أنداك وأعلنت الرياض وطهران عام 1967 إنتصارهما على عبد الناصر لكن هذه العلاقة لم تدم طويلا بين هذين الجارين اللدودين، حيت أعلنت بريطانيا عام 1968 إنسحابها من البحرين والتي كانت إيران تراها جزءا من إمبراطوريتها، وسعت لضمها بعد خروج الإنجليز وقامت المملكة العربية السعودية بدعم الشيخ عيسى آل خليفة حاكم البحرين، فردت إيران بالتهديد العسكري وردت السعودية بالمتل وقالت إن بلادها لن تصمت على أي تحرك عسكري إيراني وفي حين كانو على وشك الحرب، تدخلت المغرب كوسيط بين البلدين وتمكنت من نزع فتيل الأزمة والتي عادت للإشتعال مجددا عام 1971 حين أعلنت البحرين إستقلالها ودعمتها السعودية بذللك فردت إيران بإحتلال الجزر الإماراتية التلات في الخليج العربي وانت حرب أخرى ستندلع لولا إندلاع حرب أكتوبر والتي شغلت العرب، وفي حينها دخلت السعودية على خط الجبهة المصرية بإستخدام سلاح البترول،فردت إيران بإنتقاد السعودية في المحافل الدولية لما أسمته تسييس النفط لتهدأ الخلافات نسبيا واستمرت حتى عام 1975 حين سقطت الملكية في إيران، وبدأت مرحلة جديدة أكثر عنفا من الصراع بين الطرفين وكان الصراع بصبغة دينية.

عندما قامت التورة الإيرانية أطراف عديدة في العالم وقفت تترقبها وعلى رأسهم السعودية الجارة، وفي عام 1986 إكتشفت الشرطة السعودية عند تفتيش الحجاج الإيرانيين وجود متفجرات وأسلحة، وبعدها بعام الحدت الأشهر سنة 1987 حين قضى الحجاج الإيرانيون مظاهرة داخل الحرم المكي، رفعو فيها شعارات طائفية وصور الخيمني الرئيس الجديد أنداك وشعارات تورته، وتصدت لهم الشرطة السعودية وحجاج آخرين ساءهم مشهد حجاج إيران مما أسفر عن سقوط أكتر من 600 جريح و 400 قتيل أكتر من نصفهم من الإيرانيين، والبقية من الشرطة السعودية وحجاج آخرين حينها وعدت إيران بالرد فقام متظاهرون إيرانيون في طهران بالهجوم على مبنى السفارة السعودية واللذي أسفر عن مقتل ديبلوماسي سعودي إتر تعديبه على يد الحرس التوري وهنا ستنقطع العلاقة بين البلدين.
وصعدت إيران من هجومها حين بدأ فرعها في السعودية المعروف بإسم حزب الله الحجاز قام بعمل تفجيرات داخل حدود المملكة وبعدها تفجير داخل الحرم المكي واللذي اتهم بتنفيده حزب الله فرع الكويت وأصبح واضحا أن سنوات التمانينيات والتي شهدت العشرية الأولى للتورة الخمينية هي الأسوأ في تاريخ العلاقات بين البلدين، إلى أن مات الخميني عام 1989 ووصل للحكم في إيران مطلع التسعينيات ما يعرفون بالإصلاحيين لتشهد هذه الفترة هدوءا بين البلدين وقام الرئيس الإيراني محمد خاتمي  عام 1999 بزيارة رسمية للرياض، لتكون هذه أول زيارة لرئيس إيراني بعد التورة وتعززت العلاقات عام 2001 بتوقيع إتفقاية أمنية بين الطرفين بعد زيارة وزير الداخلية السعودي لإيران أنداك، لكن كما الحال دائما شهر الود لم يدم طويلا بين الطرفين، ففي عام 2003 تم غزو العراق وسقوط نظام صدام حسين ووصول أحزاب وقوى سياسية عراقية للحكم محسوبة على إيران وأصبحت العراق حديقة خلفية لطهران وجسرا ستعبر منه للمنطقة، وهذا الأمر اللذي إستفز السعودية خاصة سنة 2005 حين وصل للحكم في إيران الرئيس أحمد نجاة واللذي وعد بإعادة إحياء التورة الخمينية فامتدت أدرع إيران من العراق إلى لبنان عبر حزب الله وفلسطين عبر التحالف مع حماس كما بدا التحالف مع النظام السوري أقوى وساد المنطقة جو طائفي تحريضي شملت إستعادة شعارات دينية للخلاف السني الشيعي قبل مئات السنوات وأعيد إحياء الفتن القديمة وأصبحت الطائفية ورقة يوظفها الطرفان، أسفرت عن حرب أهلية في العراق سقط فيها مئات الضحايا كما تبعها حرب في لبنان حين فرض حزب الله يده على لبنان.

وفي عام 2008 والتي سبقها بتلات أعوام تم إغتيال رئيس الوزراء اللبناني وحليف الرياض رفيق الحريري، كما خرح من الصف الخليجي حليف جديد لطهران وهي قطر التي كانت بمثابة الإبرة في خاصرة الخليج وحتى عام 2011 لم يحدث صدام مباشر وغير مباشر بين القوتين الأكبر في المنطقة وهي السعودية وإيران، حتى جاءت أحدات ما عرف بالربيع العربي لينزل بعدها الجميع إلى الميدان مطالبون بإسقاط الأنظمة السياسية في دول عربية عديدة،هذه الدول التي كانت تعتبر كخط تماس بين السعودية وإيران والتي تحولت لساحات صراع بين الطرفين وخاصة بعد قيام إيران في نفس العام محاولة إغتيال سفير المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية وهو عادل الجبيري أنداك و أصبح من الواضح أن البلدين سيدخلان في حرب غير مباشرة،وفي البحرين أرسلت دول الخليج ما يعرف بقوات درع الخليج وهي قوة عسكرية أنشئت لغرض الدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي لبسط الإستقرار بالبحرين وهذا الأمر اللذي أغضب إيران والتي مازالت تعتقد أن البحرين جزءا من إمبراطوريتها، كما دخلت إيران على خط التورة السورية والتي طالبت بإسقاط حليفها في دمشق بشار الأسد
وفي عام 2015 حيت شهد تدافع الحجاج في مكة المكرمة والتي راح ضحيته المئات ومنهم إيرانيين،هذا الأمر التي إستغلته طهران لإنتقاد السعودية وإدارتها للحج تم في العام التالي موجة تصعيد أخرى أدت لقطيعة نهائية للعلاقات بين البلدين، إتر قيام السعودية بتنفيذ حكم الإعدام بعدد من المتهمين بقضايا الإرهاب ومنهم الشيعي السعودي نمر النمر المقرب من طهران، مما أدى إلى إقتحام طهران لسفارة السعودية وتخريب ممتلكاتها وتدميرها فردت السعودية بطرد البعتة الدبلوماسية الإيرانية من المملكة

 ولا زالت هذه الحرب تشتعل في مناطق متعددة،لكن تاريخيا وعلى مدار الصراع بين السعودية وإيران لم تجري مواجهة مباشرة بين الطرفين،وإنما كانت حروب ديبلوماسية في المحافل الدولية ومعارك كلامية وحروب بالوكالة تجري على أراضي الغير وأحيانا تصل إلى قلب البلدينوحتى الآن لا يعرف أحدا أين ستصل الأمور هل ستدخل في حرب مباشرة؟ أم ستذهب لمرحلة السلم؟ أم ستبقى في شكلها الحالي كحرب باردة؟

Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : أخبار السياسة

إرسال تعليق