-->

جولة بومبيو والتطبيع مع إسرائيل والشأن الإيراني

جولة بومبيو والتطبيع مع إسرائيل والشأن الإيراني

يعتبر التطبيع هنا خيانة والتطبيع هناك بطولة وهذا التاني هو مذهب فريق من العرب منهم من طبع ومنهم من ينتظر، فقد فتحت دولة الإمارات كما يبدو شهية بعضهم لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل وهاهم الأمريكيون يكدون لتوسيع الدائرة،ففي خواتم ولايته الأولى يفيد الرئيس الأمريكي أولى ديبلوماسيته إلى المنطقة،فقد بشر مايك بومبيو ومضيفوه في تل أبيب بحقبة سلام جديدة في الشرق الأوسط يتيحها اتفاق التطبيع مع الإمارات،كما بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي على تقة أن دول عربية ستبرم إتفاقات مماتلة عما قريب ولم يسميها نتنياهو،لكن بومبيو سيمضي في جولته بعد إسرائيل نحو السودان والإمارات والبحرين.   فهل تستعمل واشنطن وتل أبيب  الدول المرشحة للتطبيع بوعود منافع تجارية وازدهار شعوبها فحسب ؟ أم أنهما تشهران أيضا في وجوهها ورقة الخطر الإيراني ؟

الرئيس الإسرائيلي وولي عهد أبوظبي

و في سياق شبه التطابق الكلي بين الموقفين الإسرائيلي والأمريكي ،شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الذي جعل من إسرائيل أولى محطات جولته الشرق أوسطية على ما يعتبرانه فرصة كبيرة تتاح للمنطقة بفضل التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مبشرين بدول عربية أخرى ستحدو حدو أبوظبي لكن السؤال المطروح هو إذا كانت تلك الفرصة ستكون فعلا في صالح المنطقة أم لا،لهذا قطعا لم تغيب إيران عن جولة مومبيو ولم تغب جولته عن عين إيرانية تراقب تحراكته مؤكدة أن التطبيع الإماراتي ستكون له تداعياته التي يتحملها حكام البلاد الذين قرروا تلك الخطوة،وكذلك على استقرار وازدهار يكون على حساب طهران.
لافتة كانت محاولة واشنطن وتل أبيب وضع إتفاق التطبيع في إطار دعم جهود مواجهة التطرف في المنطقة فهذه تعتبر رؤية جديدة لا تكون إسرائيل فيها رأس الحرب في المواجهة فمن غير المطبعين الجدد سينضم إلى الإسرائيليين فيما يسمونه تحالف جديد من المعتدلين،كما تشعر إيران بأن الأمر برمته موجها ضدها ولن ترضى بأن يكون الخليج الذي دخلت إسرائيل ساحته المتشضية منصة لإستهداف أمنها القومي،كما يرى الإيرانيون بأن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل خطأ استراتيجي والأن فإنهم يحملون أبوظبي مسؤولية أي تهديد تتعرض له المنطقة بسبب دولة الإحتلال ويحملونها التبعيات،كما للتطبيع ثمن آخر وهذا الموقف الإماراتي بالرغم من خطوتها المثيرة للجدل كشفه الإسرائيليون والأمريكيون بأنفسهم حيت يقول نتنياهو بأن التطبيع مع أبوظبي لايشمل إمدادها بالسلاح،كما يؤكد بومبيو أن أسلحة الدول الحليفة في  الخليج لن يمس بالإلتزام الأمريكي بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري، أما الإبقاء عن ذلك التفوق يقابله المضي في منع إيران من حيازة أسلحة متطورة فصحيح أن الولايات المتحدة دأبت على ذلك على مر السنين،لكن حسب كلمات وزير الخارجية الأمريكي قد يصعب عليها الإسهام في نزع فتيل التوتر في المملكة،فربما عاد بومبيو من جولته هناك بمزيد من الأسماء على قائمة المطبعين وتلك نقاط في السجل السياسي لرئيسه،لكنه حتما لن يعود من الشرق الأوسط وقد صار على هدى من التطبيع طفرة في الإستقرار والإزدهار.

لكن ما يراه البعض حول هذه المرحلة الجديدة من الإزدهار الإقتصادي والسياسي في المنطقة العربية والمساعدات والأموال التي تأتي من الغرب،ماهو إلا محاولة الترويج لسلام لا يبدو على الإطلاق واقعيا وأن مابين الإمارات وإسرائيل لايعتبر تطبيعا وإنما تحالفا من طرف تابع لآخر متبوع أي لطرفين أحدهما لديه حالة من الإنبهار والإعجاب والعشق وهو الإمارات وطرف آخر يستغل هذه الحالة الغير  المفهومة من هذه الهرولة الإماراتية باتجهاهه من أجل إستخدام رأس حرب في تنفيذ مشروع صهيوني مند أكثر من مئة عام وهذفه الرئيسي السيطرة على المنطقة العربية وعدم وجود مجتمعات عربية ناهضة أو متقدمة وأما الحديث عن الإزدهار فهو يعتبر مجرد ترويج لكلام وخطاب إستهلاكي تم قوله  أكثر  من مرة.

وكما قلنا أن الإمارات لديها نوع من الإنبهار والإعجاب الشديد بالنمودج الإسرائيلي في المنطقة العربية، كما أنها لديها سياسة توسعية في المنطقة العربية فلديها طموح إقليمي متزايد،كما لديها شعور بأن هذه مرحلة أو مايطلق عليها اللحظة الإماراتية في المنطقة العربية الآن فهي تحاول أن تقوم بمد نفوذها خارج أراضيها سواء في اليمن أو ليبيا فهي الآن تتحالف مع اليونان ضد تركيا فيما يتعلق بالتنقيب على الغاز والنفط في الشرق المتوسط كما لديها نفوذ في دول آسيا الوسطى وبالتالي فهي تحتاج لحليف تعتمد عليه لتنفيذ هذه الإستراتيجية التوسعية.


Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : أخبار السياسة