-->

تطور اقتصاد الإمارات من بيع اللؤلؤ إلى مركز عالمي مهم.

 تطور اقتصاد الإمارات من بيع اللؤلؤ إلى مركز عالمي مهم

 من بلد يعتمد على الصيد وبيع اللؤلؤ إلى مركز عالمي مهم،طفرة مالية رهيبة ومشاريع تنموية لم تتوقف،سنوات قصيرة غيرت وجه البلاد من البساطة إلى التنمية والتطور. فماهو السر وراء هذه المعجزة ؟

صورة عن الإمارات قديما وحاضرا

منذ سنوات ليست بالقليلة تعد الإمارات من بين أغنى الدول العربية فدخل الفرد فيها مرتفع عن البقية إذ قدر عام 2020 بأكثر من 70 ألف دولار سنويا للفرد بالإضافة لوسائل الرفاهية التي تقدمها الدولة لمواطينيها وناهيك عن تحولها لمركز مالي عالمي مهم ، حتى أن الجيل الحالي يعتقد أن الإمارات منذ وجودها كانت هي ماعليه اليوم،لكن هذا النجاح والإنجاز سبقته سنوات من العمل، بدأت بقيادة البلاد تم المواطنين وانعكست سريعا على بنية البلاد بالكامل وحياة المواطنين وأسس عملهم .
فبالعودة إلى الماضي وبالضبط في سنة 1968 حين سعى الشيخ زايد آل نهيان لتوحيد مدن ساحلية متواضعة بهذف خلق اتحاد قوي وإعلانها دولة واحدة، وخلال الفترة الزمنية داتها كان النفط ينبتق من أراضي الخليج ليعلن معه التغيير اللذي سيحصل فيها، فذات المناطق إعتمدت على مدار الأعوام على زراعة الواحات والصيد وتجارة التمور واللؤلؤ وكانت بحاجة لأمرين لغير وهما طفرة بنوع معين ليغير الواقع وقيادة قادرة على السير بخطوات ثابتة وهما الأمران اللذان حصلت عليهم الإمارات في وقت واحد، ففي التاني من ديسمبر عام 1971 أعلن الشيخ زايد لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة واللتي ضمت ستة إمارات وبعدها إلتحقت بهم إمارة رأس الخيمة لتكون السابعة فهذا الإتحاد ولد بعد ما عانت المنطقة كتيرا من الإنتذاب البريطاني وعليه الكتير من العمل للنهوض بالبلاد، سباق مع الزمن كانت على الإمارات الفوز فيه وهو ما نجحت به بالفعل، فمنذ اليوم الأول من الإستقلال وضعت الإمارات خطة محكمة للنهضة بالإقتصاد فلم تعتمد على مواردها فقط بل غيرت كل شيء،فمنذ اليوم الأول أعلن الشيخ زايد أن أولوية الدولة هو التعليم لكي تتمكن البلاد بالنهوض بأبنائها دون الحاجة إلى أحد ومنذ ذللك الوقت جدبت الإمارات إليها الكتير من المدرسين والخبراء تم بدأت بعملية إنشاء البنية التحتية لكي تكون قادرة على تحمل التطور اللذي يحمله قادم السنين وهو ماتم فعلا، فكما نرى اليوم مدن الإمارات مخططة على أفضل طراز ويعتقد البعض أنها حديتة الشكل لكنها في الحقيقة نفذت منذ سنوات طويلة حينها لم يكن يعرف العالم ناطحات السحاب ولا حتى الشوارع الضخمة، تنمية إجتماعية أرادها الشيخ زايد لتكون رديفة للتنمية الاقتصادية وحجر أساسا لسنوات طويلة قادمة تحمل الكثير للإمارات والإماراتيين.
فلم ينكر الإماراتيين يوما أن النفط حقق طفرة مهمة للبلاد متلها كمتل دول الخليج والمنطقة فهي دولة التي تمتلك حوالي 100 مليار برميل نفط احتياطي ناهيك عن إنتاجها السنوي اللذي يتخطى 2 مليار برميل، لكن الإمارات لم تعتمد على تقوية إقتصادها بالنفط فقط ،فقد بحت القادة عن ميزة جديدة بالبلاد ليجدوا أنها تمتلك واجهة بحرية مميزة وموقع إستراتيجي مهم للغاية وبالتحديد بالقرب من الخليج العربي اللذي يقابل إيران فتم حينها ببناء أكبر الموانئ بالمنطقة ليكون ميناء جبل علي اللذي افتتح عام 1979 وأصبح محطة بارزة لسفن النقل التجاري لموقعه المميز ومن تم ضم المنطقة الحرة التي أصبحت تخرج منها البضائع الإماراتية للعالم، وتحولت محطة التبادل التجاري في العالم كله وليس الإمارات فقط، وقد ساهم تأسيس هذا الميناء البارز في إنشاء العديد من المدن الصناعية في مختلف المناطق، وقد نجحت بتوفير كميات كبيرة من المنتجات وتوزيعها مما عاد بالكتير من الفوائد على الإقتصاد الإماراتي.

ومع كل هذا العمل وبينما كانت أشعة الشمس الحارقة تضرب بلاد يصفها البعض بالصحراء فكانت الإمارات تعمل منذ سبعينات القرن الماضي على إيجاد طرق للزراعة وتحقيق الإكتفاء الذاتي عبر إصلاح التربة وإيجاد طرق مناسبة لزراعة الصحراء حرفيا ففي المنطقه التي يعم فيها الطقس الحار نجحت الإمارات بأن تسقط الأمطار فيها لتحولها إلى أراضي صالحة للزراعة أو حتى تعديل الطقس العام للبلاد، وذلك بإستخدام الأمطار الصناعية التي قلبت موازين الحياة في البلاد،واليوم تعتبر الإمارات من أكثر  الدول إزدهارا في الإقتصاد ومقصدا  للكتير من الأعمال ففي عام 2018 بلغ الناتج القومي لها 414 مليار دولار،وفي 2020 اللذي شهد إنتكاسة إقتصادية عالمية حققت الإمارات 100 مليار دولار في الربع الأول من العام وكل هذا بفضل التأسيس الصحيح للدولة والإقتصاد وهذا ما يجعها اليوم من أكثر الدول تقدما بالمجال التقني وهو المستقبل اللذي يذهب بالإمارات بعيدا.
بينما تضع الدول خططا إقتصادية لرفع الدخل العام جاءت خطط الإمارات لعام 2021 مختلفة تماما عن المألوف،فهي تسعى اليوم في الدخول فيما يسمى بالإقتصاد الرقمي المبني على التجارة الإلكترونية والذكاء الصناعي بالإضافة للحوسبة الصحافية والتقنيات الرقمية عموما وهي الأشياء التي أصبح يدمنها العالم حاليا وتعيش طفرة أشبه من طفرة إكتشاف النفط قبل عشرات السنوات مما يجعلها في  مركز هاما لتلك الأعمال بعد نجاح خطة الإقتصاد الرقمي ويعود للإقتصاد  عموما بفوائد كبيرة تغنيه عن تروته البترولية، وتحولها لشريك بسيط فيه على الرغم من أنها اليوم تمتل ما يقارب 30٪ فقط من الإقتصاد عموما وكل هذا يدعمه احتياطات مالية قوية لخزينة الدولة مع صناديق سيادية قادمة على تحريك المال العام وبيئة إقتصادية في البلاد، تنبأ بمستقبل كبير للإمارات مع إستتمارات أجنبية كبيرة وأصول و موجودات  الإقتصاد تدعمه أكتر وأكتر وبينما تهدم دول إقتصادها وتهدم بنيتها التحتية ترفع الإمارات ناطحات السحاب وتشيد مشاريع ضخمة لتكون من ضمن الدول المتقدمة في العالم .

Youness elazouzi
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع أخباركم .

جديد قسم : أخبار الإقتصاد

إرسال تعليق